السيدة خديجة الكبرى نبذة عن حياتها وسيرتها

كانت السيدة خديجة رضوان الله تعالى عليها من الفاضلات المحسنات من قريش والتي لُقبت في الجاهليّة بـ الطاهرة وكانت على دين الحنيفيّة على ملّة إبراهيم خليل الله عليه السلام فهي إذاً من الموحِّدات سابقاً وأول من آمن بالرسول وبرسالته الإسلام من النساء لاحقاً وبمالها ودعمها بكل ماتملك قام الإسلام ، ولا ننسى هنا أن نذكر أن نسبها يلتقي مع نسب رسول الله صلى الله عليه وآله حيث يلتقيان في الجّد الرابع ( قصيّ بن كلاب ) .

أنجبت سيدتنا خديجة الكبرى رضوان الله عليها لرسول الله صلّى الله عليه وآله إثنان من الذكور هما القاسم والطاهر ولقد تُوفيا في حياته بمكة صغيرين ثم ولدت له مولاتنا فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام سيدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين .

تُوفيت خديجة رضوان الله عليها في العاشر من شهر رمضان سنة عشر من المبعث الشريف، بعد خروج بني هاشم من الشِّعب بزمن قريب. وقد نزل رسول الله صلّى الله عليه وآله في قبرها [1] ليملأه سكينةً وطمأنينةً لها، ويزيح عنها وحشته وظُلمته.
فسلام على من قال فيها رسول الله راداً على من تملكتها الغيرة منها بعد مماتها لشديد حب رسول الله لها وذكره الدائم للطاهرة السيدة خديجة :
ما أبدلني الله خيرا منها ، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله عزوجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء.
نسبها :
هي السيّدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
أول من :
إنها (عليها السلام) أوّل من أسلمت من النساء وآمنت برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)منهن، وأوّل من صلّت خلفه(صلى الله عليه وآله وسلم) . [2] سلام الله جل وعلا عليها :
في الحديث أنّ جبرئيل أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأل عن خديجة فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أنّ ربّها يقرؤها السلام . [3] حزن الرسول عليها :
إنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)ـ وكما في التاريخ ـ أطلق على العام الذي توفّيت فيه السيّدة خديجة وأبو طالب (عليهما السلام) «عام الحزن» . [4] خير النساء :
عن ابن عباس قال: خط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أربع خطط ثم قال: «خير نساء الجنّة مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون» . [5] خطبة الرسول لها :
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عم لي إليك حاجة.
قال: وما هي؟
قال: تنهض أنت وأعمامي هذه الساعة إلى خويلد وتخطبون لي منه خديجة.
فاختلف أعمام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بين مؤيّد ومخالف.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الأعمام قد أطلتم الكلام فيما لا فائدة فيه، قوموا واخطبوا لي خديجة من أبيها فما عندكم من العلم مثل ما عندي منها . [6] مهرها (رض) :
فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تزوج خديجة (عليها السلام) ومهرها ـ حسب بعض الروايات ـ اثنتا عشرة أوقية ونش . [7] وفاتها (رض) :
قد كانت وفاة السيّدة خديجة (عليها السلام) وأبي طالب (عليه السلام) في عام واحد قبل الهجرة بثلاث سنين، أي في السنة العاشرة من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشعب. [8] فسلامٌ على أمّ المؤمنين، خديجةَ قرينةِ سيّد الأنبياء والمرسَلين، وأمِّ سيّدة نساء العالمين. سلام عليها بما آمنت برسول الله، وأيّدت دين الله، وصبرت في جنب الله، وبذلت ما عندها في سبيل الله.
_____________________

[1] بحار الأنوار 13:16 ـ نقلاً عن ابن سعد الذي يرفع هذا الخبر إلى حكيم بن حِزام.

[2] مستدرك الوسائل: ج6 ص455 باب4ح7221

[3] روضة الواعظين: ج2 ص269 مجلس في مناقب آل محمّد عليهم السلام.

[4] كشف الغمّة: ج1 ص16.

[5] الخصال: ج1 ص206 باب الأربعة ح23.

[6] راجع بحار الأنوار: ج16 ص70.

[7] انظر إعلام الورى: ص139 الفصل الأول في ذكر أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأولاده (صلى الله عليه وآله وسلم).

[8] راجع كتاب بحار الأنوار: ج19 ص20.